الركود الإقتصادي، إرتفاع سعر الفائدة بالإضافة إلى التضخم، هذه التحديات وغيرها أصبح من المستحيل الهروب منها، خاصة إذا كنت تملك نشاطاً تجارياً صغيراً أو تعمل في فريق للمبيعات؛ تحاول الشركات حول العالم معرفة كيفية مواجهة هذه التحديات مع الاستمرار في تنمية أعمالها.
على مدار العامين الماضيين، تحدثنا كثيراً عن الطريقة التي أثر بها الوباء على تسريع معدل التحول الرقمي، لا سيما في التحول إلى البيع عبر الإنترنت، الآن وصلنا إلى نقطة تحول أخرى حيث تتجه الشركات لطريقة تضمن لهم تحقيق المزيد من الأرباح بمصروفات أقل.
في المناخ العام اليوم، تفقد الشركات التي لا تتبنى البيع عبر الإنترنت فرصة هائلة لتلبية احتياجات العملاء بشكل أفضل وتحقيق المزيد من الأرباح مع استمرار خفض التكاليف.
كشف تقرير منصة Gartner لعام 2021 أن 44٪ من جيل الألفية يفضلون التفاعل عبر الإنترنت بدون مندوب مبيعات في مجال الـ B2B. قد يكون من السهل تجاهل هذا الإحصاء في التوسعات الاقتصادية، ولكن في الوقت الذي يجب فيه التدقيق في كل دولار من نفقات المبيعات والتسويق، لا يجب عليك أبداً تجاهل هذه الإحصائية.
غالباً ما تعمل حالات الركود على تسريع الإستراتيجيات الحالية، مما يزيد من احتمالية سقوط الشركات التي تفشل في تبني التجارة عبر الإنترنت.
نأخذ على سبيل المثال منصة Blockbuster، على الرغم من أنها تسيدت سوق تأجير المسلسلات والأفلام، إلا أنها سرعان ما سقطت عندما بدأت منصة Netflix البيع عبر الإنترنت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أدى الركود الاقتصادي عام 2008 إلى الحد دون قدرتهم على التكيف مع الطلب الاستهلاكي المتغير، وبحلول عام 2010، قامت المنصة بإعلان إفلاسها.
أعلم أن هذا التحول يمكن أن يكون أمراً شاقاً ويعتبر تحدياً كبيراً، ولكنني أعتقد أنه يمكن لأي شخص خوض تجربة البيع عبر الإنترنت، حيث يمكن أن يكون الأمر بسيطاً مثل تحويل القنوات التي تستخدمها للتفاعل مع عملائك، مثل موقع الويب الخاص بك، إلى قناة تساهم بشكل مباشر في إدخال الإيرادات والمبيعات. هذا التحول سيشكل مكسباً لك، لأنه سيساهم في زيادة الإيرادات و المبيعات، ويعتبر مكسباً للعملاء أيضاً لأنه سيوفر لهم تجربة شراء بسيطة وممتعة.
لن يشكل الدفع عبر الإنترنت مشكلة كبيرة عن تبني هذا التحول، في الواقع إن تحويل هذه الخطوة الأخيرة لخدمة آلية للعميل أو الزبون يمكن أن يبسط جداول المبيعات ويسمح لفرق البيع بالاستجابة لعدد أكبر من العملاء المحتملين، في نهاية الأمر يعتبر الوقت هو المال في هذا المجال! بالإضافة إلى أن وجود أدوات كثيرة للقياس مثل أدوات الـ workflow أو تحليلات الـ CRM، ستساعد أصحاب الأعمال في إدارة و تنظيم التجارة والبيع.
تقديم المنتجات التي تناسب العملاء:
لقد تحدثنا عن سبب وجوب البيع عبر الإنترنت، ولكن دعنا نتحدث الآن عن ما يجب أن تبيعه عبر الإنترنت، خاصة في الأوقات المضطربة أو الإستثنائية، الإجابة عن هذا السؤال تبدأ بالتفكير في كيفية تأثير منتجاتك وخدماتك على عملائك، في المثال التالي قمنا بترتيب العوامل في مخطط شبكي 2x2 وهذا سيساعدك في فهم هذا الأمر:
البدء بالتفكير في منتجاتك بهذه الطريقة بدلاً من التفكير فيها على أنها تناسب الجميع، يعد خطوةً أساسية في بدء تحولك للبيع عبر الإنترنت، هناك مخطط رائع لكيفية التسوق والشراء في حياتنا الشخصية، تم تصميمه من قبل شركات الـ B2C منذ فترة طويلة:
في حين أن هذه الطريقة قد وجدت في مجال الـ B2C، يمكن رؤية آثارها في الـ B2B أبضاً، حيث يتوقع المشترون نفس التجارب الرائعة التي يخوضونها عند خوضهم عملية شراء في مجال الـ B2B.
وجدت دراسة حديثة لـ موقع PYMNTS أن 67٪ من زبائن الـ B2B أفادوا بأنهم تحولوا إلى الشراء عبر الإنترنت وهذا يعني أنه من خلال تقديم التجربة الرقمية التي يتوقعها المشترون، سوف تقوم بالإطاحة بالمنافسين الذين يستخدمون طرق البيع القديمة.
كيف يمكن أن يبدو هذا في تجارتك؟
سعر منخفض، تغيير منخفض: هذا يتعلق بالشراء أو إعادة طلب منتجات إضافية، هنا يجب أن تفكر في الفواتير البسيطة والمستهلكة للوقت التي ترسلها إلى العملاء وتحويلها إلى صفحة على موقع الويب الخاص بك.
سعر منخفض، تغيير مرتفع: هذا يتعلق بالمنتجات التي لديك ولكنك لا تبيع منها ما يكفي لأن السعر لا يقدر الجهد المبذول، لمساعدة المشترين على تخفيف المخاطر، ضع في اعتبارك تقديم اشتراك متكرر لعملائك مع التزام ضئيل أو بدون أي التزام.
سعر مرتفع، تغيير منخفض: هذه هي المنتجات التي تحتاج إلى بذل جهد إضافي للتأكد من أن المشتري قد حصل على إجابات لكل أسئلته، على سبيل المثال، قبل عقدك لإجتماع على برنامج Zoom، ضع في اعتبارك الاعتماد على الدردشة الحية و التشبع بمعلومات كافية عن منتجك، والاستعانة بشهادات العملاء كطريقة للإجابة على أسئلة المشتري بطريقة بسيطة.
سعر مرتفع، تغيير مرتفع: هذه هي المنتجات التي تتطلب منك تحسين تجربة الشراء، يعد تخطيط منتجاتك على طريقة 2 × 2 تمريناً مفيداً للغاية في تحديد ما يجب بدء بيعه عبر الإنترنت.
السؤال الأخير هو، كيف تبدأ البيع عبر الإنترنت؟ من المعروف للأسف أن تكون شركات الـ B2B، وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة، عالقة تحت كومة من الأدوات المتباينة التي تخلق الكثير من الاحتكاك لتجربة الاتجاهات الجديدة في السوق، قد يكون هذا مؤلماً عندما يتعلق الأمر بأدوات الدفع، والتي تم عزلها تاريخيًا عن بقية الكومة ولا تتكامل مع أدوات المكتب الأمامي.
هل أنت قلق بشأن الوقت والضغط اللذين يأتيان عند إنشاء متجر إلكتروني مع الاستمرار في إدارة الأعمال بحذر بدون ميزات الدفع عبر الإنترنت؟
لا تقلق، فكل يوم تسهل التكنولوجيا الجديدة والأدوات ذات الأسعار المعقولة على المسوقين أو خبراء التحويل أو حتى أصحاب الأعمال الصغيرة الذين يرغبون في إطلاق أول متجر أساسي عبر الإنترنت.
في أوقات عدم اليقين والشك، قد يكون من الصعب معرفة من أين نبدأ، ولكن مع من قلب الشك أيضاً تأتي الفرصة، فالتحول الرقمي لن يزول أبداً على الأقل في القرن الحالي، بل إنه ينمو بشكل متسارع.
هذا هو الوقت المناسب لمعرفة كيفية تجاوز المنافسين، وإحدى الطرق البسيطة للقيام بذلك هي البدء بالبيع عبر الإنترنت، الأن الأمر متروك لك لتبني التغيير وإنشاء التجربة التي يستحقها عملائك.
اقرأ المزيد حول المبيعات: