كوني واحداً من جيل الأوائل الآسيويين في الولايات المتحدة، عشت بين ثقافتين، إحداها هي الثقافة الشرق آسيوية التي جلبها والداي من تايوان، والتي تعلمت فيها إعطاء الأولوية لاحتياجات ورغبات الأسرة وتشجع على التميز الأكاديمي، والثانية هي الثقافة الغربية التي أحاطت بي خارج المنزل، والتي تعطي الأولوية لاحتياجات ورغبات الفرد وتؤكد على الأنشطة اللامنهجية.
ومن نافلة القول إن هاتين الثقافتين تصادمتا في داخلي، حيث قضيت الجزء الأول من طفولتي مرتبكاً بشأن هويتي، ولكن في الجانب الأخر قام والداي بتعليمي قيماً ومبادئ معينة لمساعدتي وإرشادي للمضي في حياتي، ولكن كلما خرجت مع أصدقائي، كانوا يظهرون لي طريقة مختلفة تماماً للعيش، ففي نهاية اليوم، لم أكن أعرف حقاً الطريقة التي يجب أعيش حياتي بها، ولكن بمجرد بلوغ سن الرشد، فعلت ما سيفعله كل طفل متحمس في فترة المراهقة وتمردت على والدي واتبعت أصدقائي.
من بداية المدرسة الإعدادية إلى نهاية المدرسة الثانوية، كنت أرى نفسي في أغلب الوقت أمريكياً ليس فقط لأن غالبية أصدقائي كانوا أمريكيين، ولكن لأنني أدركت أنني مختلف ولم يكن يعجبني ذلك، و بسبب ذلك كنت أحاول يائساً للتكيف، وبذلت ما بوسعي من أجل الاندماج مع زملائي، حيث انغمست في كرة القدم والبيسبول، وأصبحت أشعر بقيمتي بد أن أصبحت لاعباً رياضياً.
وللأسف عندما نظرت إلى الأطفال الآسيويين الآخرين الذين لم يكونوا منغمسين بطريقة الحياة الأمريكية مثلي، وجدتهم يأكلون الطعام الصيني التقليدي، فلم أكن أحب دعوة أصدقائي للمنزل، لأنني كنت خائفاً من أن يظنوا أن لمنزلي رائحة غريبة.
باختصار، شعرت بالحرج من كوني أسيوياً.
صاحبتني هذه العقلية في حياتي الجامعية، حيث درست الاقتصاد والأعمال، ولعبت البيسبول، وانضممت إلى المجالس الطلابية، كل هذه التصرفات لن يفعلها أي أمريكي آسيوي أخر، عندما وصلت لسنة التخرج، قررت الدراسة بالخارج في اسكتلندا، وكان هدفي هو تكوين صداقات مع العديد من الفتيان والفتيات الأمريكيين، لكن بحلول نهاية الفصل الدراسي، كان القليل من أصدقائي من الأوروبيين، ولم يكن بينهم أي أمريكي، في الواقع كان معظمهم من الآسيويين.
أحد أكبر الأسباب التي جعلتني أحب الدراسة في الخارج، بالإضافة إلى السفر حول العالم وعدم الذهاب إلى الفصل، هو أنني تعرفت على مجموعة من الرجال الآسيويين الذين كانوا فخورين للغاية بعرقنا وثقافتنا، وقد تعلمت منهم مدى أهمية أن أكون فخوراً بهويتي؛ قبل أن أذهب للدراسة في الخارج، لم أقابل شخصاً آسيوياً يفتخر بأصله و هويته، حتى أنا لم أشعر بالفخر بكوني أسيوياً من قبل، ولكن بعد مقابلة أصدقائي الآسيويين في اسكتلندا، الذين كانوا من دول مثل سنغافورة وماليزيا والفلبين وبوتان والهند، شعرت بإلهام لتغيير عقليتي.
عندما عدت إلى الولايات المتحدة من اسكتلندا، أصيب والداي بالصدمة و الإعجاب عندما علموا أنني أصبحت أفضل الطعام الأسيوي، بالإضافة إلى أنني أصبحت أفخر بكوني آسيوياً، عندما نظرت في أعينهم،استطعت أن أرى الفرح ينبع من قلوبهم، الفرح بأني قد فعلت أخيراً شيئاً لطالما أرادوا مني أن أفعله، وهو أن أكون فخوراً جداً بهويتي.
على الرغم من أن العالم أصبح بوتقة انصهار اليوم، إلا أن معظم العلامات التجارية مازالت تسوّق منتجاتها لفئة عرقية أو ثقافة معينة في البلد، وهذا يعني تجاهل لمجموعة كبيرة من الناس.
ومع ذلك، لا ينبغي أن يكون تحقيق المزيد من المبيعات هو السبب الوحيد من تضمين الأقليات في حملات التسويق، بل يجب أن يكون الاعتراف بأعراقهم وثقافاتهم ووجودهم هو الدافع الأكبر.
بهذا السلوك ستوجه رسالة للأقليات بأن ليس هناك أي مشكلة بكونهم مختلفين، بالإضافة إلى أنهم وبوجودهم في المجتمع فهم يجلبون أفكار ووجهات نظر مختلفة وجديدة من الأماكن التي يهاجرون منها، وهذا سيعمل على تطور المجتمع ودفعه خطوة إلى الأمام، بالإضافة إلى أن هذا التصرف سوف يساعد الأطفال المهاجرين مثلي على أن يكونوا فخورين بهويتهم.
يعمل التسويق العرقي على ابتكار وتنفيذ حملة تسويقية تستهدف الأشخاص من أعراق وثقافات مختلفة داخل الجمهور الشامل للعلامة التجارية، هذا النوع من التسويق لا يساعدك فقط على التواصل مع الأقليات والتفاعل معها، ولكنه أيضاً يعترف بأعراقها وثقافاتها ويساعد الأغلبية في المجتمع على إدراك أن معظم البلدان هي بوتقة تنصهر فيها الثقافات والأعراق ولا يهيمن عليها عرق أو ثقافة رئيسية واحدة.
1- قم بتعيين فريق متخصص بهذا النوع من التسويق.
إذا كنت تريد إبراز علامتك التجارية وإظهار أنه خدماتك موجهة للجميع فيجب على موظفيك أن يتصوروا أنفسهم في مكان عملائك. بخلاف ذلك، إذا لم يكن لديك شخص في فريقك يمكنه توجيه حملتك التسويقية لعرق أو ثقافة معينة، فقد يبدو للبعض أن لديك أسباب خفية لذلك تدفعك لنبذ فئة معينة ومنهم من سيتهمك بالعنصرية.
لذا، أياً كانت مجموعة الأقلية التي تستهدفها خلال حملتك التسويقية، فقط تأكد من أن شخصاً ما في فريقك لديه المعرفة العملية والخبرة الحياتية المتعلقة بتلك الفئة، للتأكد من سلامة الكلمات والمصطلحات الموجهة.
2- قم بعمل مقابلات مع أشخاص مختلفين بخلفيات وأعراق مختلفة:
إذا لم تكن قادراً على توظيف شخص يمكنه التكفل بمثل هذه الحملة التسويقية، فإن خيارك الأفضل التالي هو إجراء مقابلات شخصية مع أشخاص مختلفين بخلفيات وأعراق مختلفة، فعند التواصل معهم ستكون قادراً على جمع أجوبة تتعلق بالتحديات التي يواجهونها كأقلية، وسوف ترسم لنفسك فكرة عن كيفية توجيه حملتك لتلك الفئة.
3- تحقق من دقة الحملة التسويقية العرقية ومصداقيتها.
لا يوجد شيء أسوأ من حملة تسويقية تخدم الذات و تتنكر في صورة العدالة الاجتماعية، حتى إذا كانت نواياك سليمة، يمكن أن يؤدي التنفيذ السيئ إلى تحويل حملتك إلى إعلان عنصري و منبوذ.
لذا قبل أن تطلق حملة التسويق العرقي، قم بعرضها على مجموعة من الزملاء أو الأصدقاء ممن يمثلون هذه الأقلية التي تستهدفها حملتك ومعرفة ما إذا كان بإمكانهم كشف ثغرات أو مشاكل فيها.
إذا تمكنت حملتك التسويقية العرقية من إلقاء الضوء على التحديات التي تواجهها الأقليات وإبراز فائدتها للمجتمع، فلن تكسب ولاء هذه الأقليات لعلامتك التجارية فحسب بل ستجعلهم يشعرون بأنهم ينتمون المكان الموجودين فيه.
تعليق فريق دوال:
بعد هذا المقال الذي تحدث عن أهمية التسويق العرقي، نرى أن طبيعة التنوع السكاني والثقافي الموجود في منطقتنا العربية والخليجية بالتحديد، يتطلب منك كصاحب مشروع أو تجارة معينة أن تعمل على تطبيق هذه الإستراتيجية بسبب تنوع الثقافات والأعراق الموجودة في المنطقة الخليجية والسعودية بالتحديد، وجود العرب بثقافتهم وعاداتهم المختلفة والأسيويين والأجانب يحتم عليك الإهتمام بإيصال خدماتك وأعمالك إلى الجميع عن طريق مخاطبة كل فئة باللغة التي يفهمونها و بالطريقة التي يحبونها، سيعمل هذه الأمر على توسيع هامش الربح لديك وزيادة ولاء العملاء لك ولعلامتك التجارية.
المصدر : hubspot
الترجمة : Khalil - Dwal team
اقرأ المزيد حول التسويق: