يعد الذكاء الاصطناعي نقلة نوعيةً وصيحة كبيرة في عالم الأعمال، وتظهر دراسة حديثة أن أكثر من 61٪ من المسوقين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في أنشطتهم التسويقية.
حتى الآن، ربما تكون قد سمعت بكل الطرق التي يمكن أن يساعدك بها الذكاء الاصطناعي في صياغة وتنفيذ إستراتيجيتك التسويقية، ولكن هل هناك أي عيوب أو سلبيات تتعلق بالذكاء الإصطناعي؟
لمساعدتك على تجنب الأخطاء أثناء استكشاف عالم الذكاء الاصطناعي، إليك أربعة عيوب للذكاء الاصطناعي يجب على المسوقين والعلامات التجارية وضعها في الاعتبار.
قبل أن ندخل في عيوب الذكاء الاصطناعي في التسويق، يجب أن ننظر إلى الإيجابيات، وأحد الجوانب المفيدة للذكاء الاصطناعي هو أنه يمكنك من أتمتة الأنشطة المتكررة من عملية التسويق، مثل أتمتة المهام وتحليل البيانات وتخصيص الحملات.
و تتيح أتمتة المهام المذكورة أعلاه للمسوقين قضاء المزيد من الوقت في صياغة إستراتيجيتهم، وتبادل الأفكار، وإيجاد طرق جديدة للتواصل مع المستهلكين.
يمكن للذكاء الاصطناعي أيضاً أن يقلل بشكل كبير من الأخطاء التي تحدث في عملية التسويق من خلال تجنب المواعيد الفائتة والأخطاء الإملائية والنحوية والأخطاء المتعلقة بالحسابات أو إدخال البيانات غير الصحيح.
عند الحديث عن البيانات، يمكن للذكاء الاصطناعي أيضاً تحليل مجموعات كبيرة من البيانات طوال الوقت دون الحاجة إلى أخذ قسط من الراحة أو الإرهاق.
في النهاية، يعد الذكاء الاصطناعي أداة رائعة يمكن استخدامها لتنفيذ المهام التي يعد من الصعب على البشر القيام بها.
في حين أن هناك العديد من الفوائد لدمج الذكاء الاصطناعي في التسويق، إلا أنه يأتي مع بعض العيوب التي يجب أن يعرفها جميع المسوقون.
1. لا يمكن للآلة أن تحل محل التواصل البشري.
بينما يمكن للذكاء الاصطناعي تخصيص الحملات التسويقية باستخدام بيانات محدثة، فإن هذا لا يزيل أهمية التواصل البشري.
على سبيل المثال، تعد روبوتات المحادثة شكلاً شائعاً من أشكال الذكاء الاصطناعي المستخدم في التسويق لأتمتة اتصالات العملاء واستكشاف الأخطاء وإصلاحها.
و يقدر 89٪ من المستهلكين روبوتات المحادثة المستخدمة في خدمة العملاء لاستجابتها السريعة، ولكن على عكس البشر، لا تستطيع برامج الدردشة الآلية إظهار المشاعر و ولا يمكن أن تستجيب لاستفسار العميل بتعاطف أو إحساس مثل العميل البشري.
والمشكلة الأخرى هي أنه يتوفر لدى روبوتات المحادثة ردود محدودة وقد لا يكون لديها البيانات اللازمة للإجابة على أسئلة كل عميل، وإذا شعر العملاء أن مخاوفهم أو استفساراتهم لا تؤخذ على محمل الجد أو لم يحصلوا على الإجابة التي يحتاجونها، فقد يصابون بالإحباط، ويمكن لهذا الأمر أن يفسد علاقتهم بشركتك.
وفقًا لدراسة حديثة، قام 53٪ من المستهلكين بتقليل و تخفيض الإنفاق على خدمة أو منتج معين بعد أول تجربة سيئة مع الشركة.
وتعد خدمة العملاء عالية الجودة جزءً لا يتجزأ من الأساليب المعمول بها للاحتفاظ بالعملاء، لذلك لا ينبغي أن تُفرط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي عند الاتصال أو التواصل مع العملاء.
2. يمكن أن تكون تنبؤات وتحليلات الذكاء الاصطناعي خاطئة في بعض الأحيان.
يقول باوان ديشباندي من شركة Scale AI: "تحليل المشاعر الفعال (أي معرفة ما إذا كانت الجملة سعيدة أم حزينة أم ساخرة) هو أمر صعب حقاً للذكاء الاصطناعي، إلى جانب تحليل الجمل الفعال".
ويضيف أيصاً: "إن التعرف البصري على فنجان الشاي بشكل فعال يمثل تحدياً للخوارزميات البصرية الآلية الحالية".
بمعنى آخر، لا يمتلك الذكاء الاصطناعي الحدس البشري لفهم وتنفيذ مهام محددة - مثل تحليل المشاعر والنوايا، وغالباً من يخطئ الذكاء الاصطناعي بسبب عدم وجود توجيه من التجربة والإدراك البشري.
وقال ديشباندي: "الحدس البشري الكامن وراء البيانات التي يجب البحث عنها والأسئلة التي يجب طرحها هي بعض من أكبر القيود الآن".
3. تتطلب مجموعات ضخمة من البيانات وتدخل بشري.
عند الحديث عن البيانات، فإن الذكاء الاصطناعي قادر فقط على توفير البيانات، ويحتاج إلى قاعدة بيانات ضخمة لتوفير المعلومات المطلوبة، لذلك، قد تحتاج إلى توظيف شخص يفهم الذكاء الاصطناعي جيداً بما يكفي لجلب البيانات المطلوبة، أو سوف يحتاج فريقك الحالي إلى تدريب وتوسيع مهاراتهم للعمل مع الذكاء الاصطناعي.
إذا بدت العملية مملة ومكلفة نوعاً ما بالنسبة لعلامتك التجارية ، ففكر فيما إذا كنت تريد دمج الذكاء الاصطناعي في استراتيجيتك، و قم بمعرفة الطريقة المناسبة للقيام بذلك.
4. يفتقر الذكاء الاصطناعي إلى الإبداع البشري.
يمكن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تقسيم العملاء والتوصيات وأجزاء أخرى من عملية التسويق، ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى البشر لتبادل الأفكار حول استراتيجيات المحتوى الإبداعية والمبتكرة التي ستصل إلى الجماهير.
على سبيل المثال، فيما يتعلق باستراتيجيات التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ينجذب المستهلكون إلى المحتوى الذي يُظهر قيم العلامة التجارية وكيف تتماشى مع قيمهم الخاصة، بالإضافة إلى أن المحتوى المضحك والعصري والقابل للربط شائع أيضاً بين الجماهير.
يمكن للمسوق البشري فقط أن يكون رأس الحربة في وضع اللمسات السحرية على المحتوى القوي الذي يعزز الاتصال.
قد تكون استراتيجية المحتوى التي تعتمد بشكل كبير على المحتوى والخوارزميات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي مملة أو غير مترابطة، حيث يرغب المستهلكون في معرفة الشخص المسؤول عن العلامة التجارية وأن يتعاطف مع مخاوفهم.
في النهاية، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة ممتازة لأتمتة وتبسيط جوانب عملية التسويق، ولكن يجب على الشركات أن تدرك أن الذكاء الاصطناعي لا ينبغي أن يحل محل العنصر البشري.
اقرأ المزيد حول التسويق